فصل: تفسير الآية رقم (97):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (90):

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90)}
ونزل في اليهود {إِنَّ الذين كَفَرُواْ} بعيسى {بَعْدَ إيمانهم} بموسى {ثُمَّ ازدادوا كُفْراً} بمحمد {لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} إذا غرغروا أو ماتوا كفاراً {وأولئك هُمُ الضآلون}.

.تفسير الآية رقم (91):

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)}
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرض} مقدار ما يملؤها {ذَهَبًا وَلَوِ افتدى بِهِ} أدخل الفاء في خبر (إن) لشبه (الذين) بالشرط، وإيذاناً بتسبب عدم القبول عن الموت على الكفر {أولئك لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم {وَمَا لَهُم مِّن ناصرين} مانعين منه.

.تفسير الآية رقم (92):

{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)}
{لَن تَنَالُواْ البر} أي ثوابه وهو الجنة {حتى تُنفِقُواْ} تَصَدَّقُوا {مِمَّا تُحِبُّونَ} من أموالكم {وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَئ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ} فيجازىعليه.

.تفسير الآية رقم (93):

{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93)}
نزل لما قال اليهود إنك تزعم أنك على ملة إبراهيم وكان لا يأكل لحوم الإبل وألبانها {كُلُّ الطعام كَانَ حِلاًّ} حلالاً {لّبَنِى إسراءيل إِلاَّ مَا حَرَّمَ إسراءيل} يعقوب {على نَفْسِهِ} وهو الإبل لما حصل له عرق النَّسا بالفتح والقصر فنذر إن شفي لا يأكلها فحُرِّمَ عليه {مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التوراة} وذلك بعد إبراهيم ولم تكن على عهده حراما كما زعموا {قُلْ} لهم {فَأْتُواْ بالتوراة فاتلوهآ} ليتبين صدق قولكم {إِن كُنتُمْ صادقين} فيه فبهتوا ولم يأتوا بها قال تعالى:

.تفسير الآية رقم (94):

{فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94)}
{فَمَنِ افترى عَلَى الله الكذب مِن بَعْدِ ذلك} أي ظهور الحجة بأن التحريم إنما كان من جهة يعقوب لا على عهد إبراهيم {فأولئك هُمُ الظالمون} المتجاوزون الحق إلى الباطل.

.تفسير الآية رقم (95):

{قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95)}
{قُلْ صَدَقَ الله} في هذا كجميع ما أخبر به {فاتبعوا مِلَّةَ إبراهيم} التي أنا عليها {حَنِيفاً} مائلاً عن كل دين إلى الإسلام {وَمَا كَانَ مِنَ المشركين}.

.تفسير الآية رقم (96):

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)}
ونزل لما قالوا قبلتنا قبل قبلتكم: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ} مُتَعَبِّدَاً {لِلنَّاسِ} في الأرض {لَلَّذِى بِبَكَّةَ} بالباء لغة في (مكة).
سميت بذلك لأنها تَبُكُّ أعناق الجبابرة أي تدقها، بناه الملائكة قبل خلق آدم، ووضع بعده الأقصى وبينهما أربعون سنة كما في حديث الصحيحين وفي حديث «أنَّه أول ما ظهر على وجه الماء عند خلق السموات والأرض زبدة بيضاء فدحيت الأرض من تحته» {مُبَارَكاً} حال من (الذي) أي ذا بركة {وَهُدًى للعالمين} لأنه قبلتهم.

.تفسير الآية رقم (97):

{فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)}
{فِيهِ ءايات بينات} منها {مَّقَام إبراهيم} أي الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت فأثَّر قدماه فيه وبقي إلى الآن مع تطاول الزمان وتداول الأيدي عليه ومنها تضعيف الحسنات فيه وأن الطير لا يعلوه {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِناً} لا يُتَعَرَّضَ إليه بقتل أو ظلم أو غير ذلك {وَللَّهِ عَلَى الناس حِجُّ البيت} واجب بكسر الحاء وفتحها لغتان في مصدر (حَجَّ) بمعنى (قصد) ويبدل من (الناس) {مَنِ استطاع إِلَيْهِ سَبِيلاً} طريقاً فسَّره صلى الله عليه وسلم «بالزاد والراحلة»، رواه الحاكم وغيره {وَمَن كَفَرَ} بالله أو بما فرضه من الحج {فَإِنَّ الله غَنِىٌّ عَنِ العالمين} الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم.

.تفسير الآية رقم (98):

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98)}
{قُلْ ياأهل الكتاب لَم تَكْفُرُونَ بئايات الله} القرآن {والله شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} فيجازيكم عليه.

.تفسير الآية رقم (99):

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)}
{قُلْ ياأهل الكتاب تَصُدُّونَ} تصرفون {عَن سَبِيلِ الله} أي دينه {مَنْ ءامَنَ} بتكذيبكم النبي صلى الله عليه وسلم وكتم نعته {تَبْغُونَهَا} أي تطلبون السبيل {عِوَجَاً} مصدر بمعنى معوجة أي مائلة عن الحق {وَأَنْتُمْ شُهَدآءُ} عالمون بأن الدين المرضي القيم هو دين الإسلام كما في كتابكم {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} من الكفر والتكذيب وإنما يؤخركم إلى وقتكم ليجازيكم.

.تفسير الآية رقم (100):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)}
ونزل لما مرّ بعض اليهود على الأوس والخزرج وغاظهم تآلفهم فذكروهم بما كان بينهم في الجاهلية من الفتن فتشاجروا وكادوا يقتتلون {ياأيها الذين ءَامَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الذين أُوتُواْ الكتاب يَرُدُّوكُم بَعْدَ إيمانكم كافرين}.

.تفسير الآية رقم (101):

{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)}
{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ} استفهام تعجيب وتوبيخ {وَأَنْتُمْ تتلى عَلَيْكُمْ ءايات الله وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم} يتمسك {بالله فَقَدْ هُدِىَ إلى صراط مّسْتَقِيمٍ}.

.تفسير الآية رقم (102):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ اتقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ} (بأن يُطاع فلا يُعصى ويُشكر فلا يُكفر ويُذكر فلا يُنسى) فقالوا يا رسول الله ومن يقوى على هذا؟ فنسخ بقوله تعالى {فاتقوا الله مَا استطعتم} [16: 64] {وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} موحدون.

.تفسير الآية رقم (103):

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)}
{واعتصموا} تمسكوا {بِحَبْلِ الله} أي دينه {جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} بعد الإسلام {واذكروا نعمتالله} إنعامه {عَلَيْكُمْ} يا معشر الأوس والخزرج {إِذْ كُنتُم} قبل الإسلام {أعْدآءً فَأَلَّفَ} جمع {بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} بالإسلام {فَأَصْبَحْتُم} فصرتم {بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} في الدين وَالولاية {وَكُنتُمْ على شَفَا} طرف {حُفْرَةٍ مِّنَ النار} ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا أن تموتوا كفاراً {فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا} بالإيمان {كذلك} كما بيَّن لكم ما ذكر {يُبَيّنُ الله لَكُمْ ءاياته لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.

.تفسير الآية رقم (104):

{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)}
{وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخير} الإسلام {وَيَأْمُرُونَ بالمعروف وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر وأولئك} الداعون الآمرون الناهون {هُمُ المفلحون} الفائزون، و(من) للتبعيض لأن ما ذكر فرض كفاية لا يلزم كل الأمة ولا يليق بكل أحد كالجاهل وقيل زائدة أي لتكونوا أمّة.

.تفسير الآية رقم (105):

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)}
{وَلاَ تَكُونُواْ كالذين تَفَرَّقُواْ} عن دينهم {واختلفوا} فيه {مِن بَعْدِ مَا جآءهُمُ البينات} وهم اليهود والنصارى {وأولئك لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (106):

{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106)}
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} أي يوم القيامة {فَأَمَّا الذين اسودت وُجُوهُهُمْ} وهم الكافرون فَيُلْقَون في النار ويقال لهم توبيخاً {أَكَفَرْتُم بَعْدَ إيمانكم} يوم أخذ الميثاق {فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}.

.تفسير الآية رقم (107):

{وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)}
{وَأَمَّا الذين ابيضت وُجُوهُهُمْ} وهم المؤمنون {فَفِى رَحْمَةِ الله} أي جنته {هُمْ فِيهَا خالدون}.

.تفسير الآية رقم (108):

{تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)}
{تِلْكَ} أي هذه الآيات {آيَاتُ الله نَتْلُوهَا عَلَيْكَ} يا محمد {بالحق وَمَا الله يُرِيدُ ظُلْماً للعالمين} بأن يأخذهم بغير جرم.

.تفسير الآية رقم (109):

{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109)}
{وَللَّهِ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأض} ملكاً وخلقاً وعبيداً {وَإِلَى الله تُرْجَعُ} تصير {الأمور}.

.تفسير الآية رقم (110):

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)}
{كُنتُمْ} يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم في علم الله تعالى {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ} أظْهِرَت {لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بالمعروف وَتَنْهَوْنَ عَنِ المنكر وَتُؤْمِنُونَ بالله وَلَوْ ءامَنَ أَهْلُ الكتاب لَكَانَ} الإيمان {خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ المؤمنون} كعبد الله بن سلام رضي الله عنه وأصحابه {وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون} الكافرون.

.تفسير الآية رقم (111):

{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111)}
{لَن يَضُرُّوكُمْ} أي اليهود يا معشر المسلمين بشيء {إِلآَّ أَذًى} باللسان من سب ووعيد {وَإِن يقاتلوكم يُوَلُّوكُمُ الأدبار} منهزمين {ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} عليكم بل لكم النصر عليهم.

.تفسير الآية رقم (112):

{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)}
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلة أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ} حيثما وجدوا فلا عزّ لهم ولا اعتصام {إِلاَّ} كائنين {بِحَبْلٍ مّنْ الله وَحَبْلٍ مّنَ الناس} المؤمنين وهو عهدهم إليهم بالأمان على أداء الجزية أي لا عصمة لهم غير ذلك {وَبآؤ} رجعوا {بِغَضَبٍ مِّنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المسكنة ذلك بِأَنَّهُمْ} أي بسبب أنهم {يَكْفُرُونَ بئايات الله وَيَقْتُلُونَ الأنبياء بِغَيْرِ حَقٍّ ذلك} تأكيد {بِمَا عَصَواْ} أَمْرَ الله {وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} يتجاوزون الحلال إلى الحرام.

.تفسير الآية رقم (113):

{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)}
{لَيْسُواْ} أي أهل الكتاب {سَوَآء} مستوين {مِّنْ أَهْلِ الكتاب أُمَّةٌ قآئِمَةٌ} مستقيمة ثابتة على الحق كعبد الله بن سلام رضي الله عنه وأصحابه {يَتْلُونَ ءايات الله ءَانَآءَ اليل} أي في ساعاته {وَهُمْ يَسْجُدُونَ} يُصَلُّونَ، حال.

.تفسير الآية رقم (114):

{يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)}
{يُؤْمِنُونَ بالله واليوم الأخر وَيَأْمُرُونَ بالمعروف وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر ويسارعون فِي الخيرات وأولئك} الموصوفون بما ذُكِرَ الله {مِّنَ الصالحين} ومنهم من ليسوا كذلك وليسوا من الصالحين.